التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2017

ملامح الأدب العربي الحديث بالمغرب عبد الكريم غلاب

لست أريد في هذا الحديث أن أتابع تطور الأدب في المغرب خلال المرحلة التي مرت منذ ابتداء هذا القرن. فالقراء ولا شك تتبعوا نماذج من هذا الأدب وعرفوا بعض مظاهره وقرأوا صورا من شعره ونثره، قصصه وبحوثه، وعرفوا أسماء لمعت من كتابه وشعرائه، وربما عرفوا أسماء ظهرت وهي في طريق اللمعان. وإنما أريد أن أقف وقفات تتجلى فيها بعض مظاهر هذا الأدب لنرسم له صورة نقدية لا تاريخية نفتح فيها مجالا للمناقشة. ولذلك فكل ما سأقوله لا أبغي من ورائه أن أصدر أحكاما فاصلة. فالنقد عندي أساسه الحرية، والحرية لا تقبل التحكم ولا تستسيغ الأحكام المطلقة. والحكم المطلق إذا صح أن يتجلى في شيء ما، فلا يجوز أن يتجلى في الأعمال الأدبية. وإلا كان خروجا عن شرك الأدب الذي هو الحرية، والحرية المطلقة التي لا يقدح فيها التزام ولا يحد منها اعتناق مذهب وترسم هدف. إذا كانت نهضة الأدب العربي بالمغرب جاءت متأخرة عن نهضته في بلاد المشرق عامة، فإنما ذلك للظروف السياسية والحضارية التي عاشها المغرب في أواخر القرن الماضي وأوائل هذا القرن. فقد عاشت بلادنا حياة عزلة فرضتها ظروف سياسية عالمية ومحلية كان المغرب فيها يعتز ب...

قطار الساعة الواحدة/ محمود درويش

رجل و امرأة يفترقان ينفضان الورد عن قلبيهما ، ينكسران . يخرج الظلّ من الظلّ يصيران ثلاثة : رجلا و امرأة و الوقت ... لا يأتي القطار فيعودان إلى المقهى يقولان كلاما آخرا ، ينسجمان و يحبّان بزوغ الفجر من أوتار جيتار و لا يفترقان ... .. و تلفت أجيل الطرف في ساحات هذا القلب . ناداني زقاق ورفاق يدخلون القبو و النسيان في مدريد . لا أنسى من المرأة إلّا وجهها أو فرحي ... أنساك أنساك و أنساك كثيرا لو تأخّرنا قليلا عن قطار الواحدة . لو جلسنا ساعة في المطعم الصيني ، لو مرّت طيور عائدة . لو قرأنا صحف الليل لكنّا رجلا و امرأة يلتقيان .

تطور مفهوم الشعر/رمضان الصباغ

لقد كان ابتداع الانسان للغة نقطة تحول فى تاريخه الطويل الحافل بالتغيرات والتطورات. وكانت البداية تعنى باستعمال اللغة فى إطار نفعى مباشر. ومع تقدم الانسان وتطور وعيه وحياته، أصبح من الممكن استخدام اللغة جمالياً، فظهر الإبداع الأدبى والشعرى على وجه الخصوص.ولقد كان الشعر بمثابة لغة الكهنة الأُول، وكذلك الفلاسفة والمشرعين الأُول. وكان الشعر يرتبط بعالم أسطورى غيبى، ويوقع على أنغام الآلات الموسيقية. "ففى اليونان كان يوقع على أنغام العود، كما ارتبطت المسرحيات عندهم بأناشيد الجوقة".(1) لم يكن الشعر فى ذلك الحين مجرد كلام، بل كان ينقل ما يعجز عنه الكلام. كان الشعر شفوياً، ومرتبطاً بالتنغيم والإنشاد، وكان دور الشاعر يختلط مع دور المغنى والمنشد. فكان الشاعر شاعراً وعازفاً فى نفس الوقت أو يرتبط شعره بالعزف بشكل أو بآخر. يقول "أودونيس" : "ولد الشعر الجاهلى نشيدا، أعنى أنه نشأ مسموعاً لامقروءاً غناءً لاكتابة. كان الصوت فى هذا الشعر بمثابة النِّسم الحىّ، وكان موسيقى جسدية. كان الكلام وشيئاً آخر يتجاوز الكلام. فهو ينقل الكلام وما يعجز عنه نقله الكلام، وبخاصة المك...